باب فضل الدعاء
أروي عن العالم عليه السلام أنه قال: لكل داء دواء. سألته عن ذلك فقال: لكل داء دعاء، فإذا الهم العليل الدعاء، فقد أذن في شفائه (1).
ثم قال لي العالم عليه السلام: الدعاء أفضل من قراءة القرآن، لأن الله جل وعز يقول قل يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاماً (2) وإن الله يؤخر إجابة المؤمن شوقاً إلى دعائه، ويقول: صوت أحب أن أسمعه، ويعجل إجابته دعاء المنافق ويقول: صوت أكره سماعه (3) .
وأفضل الدعاء الصلا على رسول الله صلى الله عليه وآله، والدعاء لإخوانك المؤمنين ، ثم الدعاء لنفسك بما أحببت (4).
وأقرب ما يكون العبد من الله إذا كان في السجود (5).
وأروي أن الدعاء يدفع من البلاء ما قدر وما يقدر قيل: وكيف يدفع ما لم يقدر؟ قال: حتى لا يكون.
وطين قبر أبي عبد الله شفاء من كل داء وأمان من كلّ خوف (6).
وأروي عنه عليه السلام أنه قال: طين قبر أبي عبد الله عليه السلام شفاء من
كل علة إلا السام، والسام: الموت (7).
وماء زمزم، أروي عن أبي عبد الله عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: « ماء زمزم شفاء لما شرب له » (
.
وفي حديث آخر: ماء زمزم شفاء لما استعمل.
وأروي: ماء زمزم شفاء من كل داء وسقم، وأمان من كل خوف وحزن (9).
وأروي عن العالم عليه السلام: ان حبة السوداء مباركة، تخرج الداء الدفين من البدن.
وعنه عليه السلام: إن حبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام.
وعليكم بالعسل وحبة السوداء (10).
وقال: العسل شفاء في ظاهر الكتاب، كما قال الله جل وعز.
وقال العالم عليه السلام: في العسل شفاء من كل داء (11)، من لعق لعقة عسل على الريق يقطع البلغم، ويحسم الصفرة، ويمنع المرة السوداء، ويصفي الذهن، ويجود الحفظ إذا كان مع اللبان الذكر.
والسكر ينفع من كل شيء (12)، وكذلك المغلي (13).
وأروي في الماء البارد أنه يطفيء الحرارة، ويسكن الصفراء ويهضم الطعام، ويذيب الفضلة التي على رأي المعدة، ويذهب بالحمى (14).
وأروي: أنه لو كان شيء يزيد في البدن لكان الغمز يزيد، واللين من الثياب، وكذلك الطيب، ودخول الحمام، ولو غمز الميت فعاش لما أنكرت ذلك.
وأروي: أن الصدقة ترجع البلاء من السماء.
وقيل: أن الصدقة تدفع القضاء المبرم عن صاحبه (15).
وقيل: لا يذهب بالأدواء إلا الدعاء، والصدقة، والماء البارد.
وأروي: أن أقصى الحمية أربعة عشر يوماً، وأنها ليس ترك أكل الشيء، ولكنها ترك الإكثار منه.
وأروي: أن الصحة والعلة يقتتلان في الجسد، فإن غلبت العلة الصحة استيقظ المريض، وإن غلبت الصحة العلة اشتهى الطعام، فإذا اشتهى الطعام فأطعموه فلربما فيه الشفاء.
ونروي: من كفران النعم أن يقول الرجل: أكلت الطعام فضرني (16).
ونروي: أن الثمار إذا أدركت ففيها الشفاء، لقوله جل وعز: كلوا من ثمره إذا اثمر (17) وبالله التوفيق.